مرحبا بالمجاملة وسحقا للنفاق
ربما تكون أثمن الهدايا : الابتسامة .. والكلمة الطيبة .
عندما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التهادي بين الناس، حرص على إظهار أن الهدية تذهب البغضاء، وتأتي بالحب، فقال : " تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء " .
إن الإنسان بطبيعته يشعر بالسعادة عندما يسمع ثناء يخصه، أو مدحاً يليق به، أو يشعر بتقدير الآخرين نحوه، فترتفع معنوياته، وتزداد أواصـر المحبة بينه وبين الآخرين .
إن الهدية هي إحدى أهم وسائل إذكاء روح المدح والثناء والتقدير بين الأشخاص لما لها من قدرة على التعبير عما تحمله ذات المهدي إلى المهدى إليه، إنها جنب إلى جنب مع الابتسامة والكلمة الطيبة تكمل الصورة التي تزدان بها العلاقات الإنسانية، وتنمو معها أواصر المحبة والعزة .
ووفقاً لما يقول علماء النفس : إن الهدية تعتبرمن أنواع العلاج النفسي للذات ، فهي صورة تعبيرية عن تقد ير أو إعجاب أو إعزاز، هدفها إسعاد شخص ما .
وإذا كان هذا يحدث من أقرب الناس إلى الذات كالزوج إلى زوجته أو العكس، أو الابن أو الابنة للوالدين أو العكس ، او من الزميل أو الصديق ، فهذا يعطي الهدية قيمة نفسية كبيرة لدى الشخص المهداة إليه .
حيث إن قيمة الهدية ليس بثمنها المادي ، إنما هي في قد رتها على التعبير عن المشاعر الإنسانية، ذلك أن الإنسان يحتاج دائماً إلى الدعم النفسي المستمر، وذلك من المحيطين والأقارب في صور مختلفة من الإهداء .
فمثلاُ زيارة المريض فوق أنها واجب، ما هي إلا إهداء .. وخطاب المعايدة هو إهداء .. وكذلك الرسائل الهاتفية إهداء .. والهدايا تختلف أنواعها .
إن الإهداء الطيب يزيد الوصال، ويكسب المهدى إليه متعة نفسية، كما يسعد المهدي لإحساسه بأنه قادر على العطاء . إن الإهداء يعتبر حلاً لكثيرمن المشاكل الأسرية وغير الأسرية، حيث يزيد من الترابط والتلاحم والتقارب بين المهدي والمهدى إليه .
لذا ينبغي علينا جميعاً، كباراً وصغاراً ، أن نعوِّد أنفسنا على إرساء قواعد المجاملة بيننا وبين الناس ، فنقدم لهم الهدايا الرمزية في المناسبات المختلفة، ونرفق هذه الهدايا بهديتين أخريين : (الابتسامة .. والكلمة الطيبة) ، وكلاهما لا تقدر بثمن .
وعموما أصدقائي فإن إرساء قواعد المجاملة لابد فيه من وضع حد فاصل بين المجاملة والنفاق فمرحبا بالمجاملة وسحقا للنفاق0